تلعب المشاريع الصغيرة دورًا حيويًا في الحد من الفقر وتعزيز التنمية الاقتصادية في المجتمعات النامية، حيث توفر فرص عمل للأفراد ذوي الدخل المحدود، مما يمكنهم من تحسين مستوى معيشتهم والاعتماد على مصادر دخل مستدامة. تعتبر هذه المشاريع ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي، إذ تسهم في دعم الابتكار والاستفادة من المهارات المحلية وتحويلها إلى فرص اقتصادية منتجة. تعتمد قدرة المشاريع الصغيرة على تقليل الفقر على مجموعة من العوامل، منها توافر التمويل الميسر والتدريب المناسب وريادة الأعمال المدعومة بسياسات حكومية تشجع النمو والاستدامة. عندما يتمكن الأفراد من تأسيس مشاريع صغيرة ناجحة، فإن ذلك يؤدي إلى خلق فرص عمل جديدة، ليس فقط لصاحب المشروع ولكن أيضًا لأفراد المجتمع، مما يعزز الدورة الاقتصادية المحلية. كما تساهم المشاريع الصغيرة في تقليل معدلات البطالة، خاصة بين الشباب والنساء، من خلال توفير بيئة عمل مرنة تتناسب مع الظروف الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات النامية. إن تمكين رواد الأعمال من خلال توفير قروض ميسرة وتسهيلات حكومية يساعد على تحفيز الابتكار وتشجيع الاستثمار في قطاعات متنوعة مثل الزراعة، والصناعة، والتكنولوجيا، والخدمات. بالإضافة إلى ذلك، تعمل هذه المشاريع على تعزيز الاستقلال الاقتصادي للأفراد وتقليل الاعتماد على المساعدات الحكومية أو الأجنبية، مما يؤدي إلى تحقيق تنمية اقتصادية أكثر استدامة. رغم الفوائد الكبيرة للمشاريع الصغيرة، فإنها تواجه تحديات عديدة مثل محدودية الوصول إلى التمويل، وصعوبة التسويق، والمنافسة القوية من الشركات الكبرى، فضلاً عن العقبات التنظيمية التي قد تعيق تطورها. لمواجهة هذه التحديات، من الضروري تطوير بيئة داعمة من خلال تقديم التدريب اللازم لرواد الأعمال، وتسهيل وصولهم إلى الأسواق، وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال في المجتمعات النامية. كما تلعب المنظمات غير الحكومية والمؤسسات المالية دورًا مهمًا في دعم المشاريع الصغيرة من خلال تقديم المشورة والدعم المالي والتقني الذي يساهم في تعزيز نجاحها واستمراريتها. في النهاية، تظل المشاريع الصغيرة أحد الحلول الفعالة لمكافحة الفقر وتعزيز التنمية الاقتصادية، خاصة إذا تم توفير بيئة مناسبة لنموها واستدامتها، مما يتيح للأفراد فرصة لبناء مستقبل اقتصادي أكثر استقرارًا وتحقيق تأثير إيجابي دائم على مجتمعاتهم.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق.