انت الان في قسم الأنظمة الطبية الذكية

تأثير الحاضنات الذكية على تقليل وفيات الأطفال الخدج(أهيب هاشم كريم) تاريخ الخبر: 17/03/2025 | المشاهدات: 260

مشاركة الخبر :

تُعد الحاضنات الذكية واحدة من أهم التطورات الطبية التي ساهمت في تحسين فرص بقاء الأطفال الخدج على قيد الحياة. تعمل هذه الحاضنات على توفير بيئة آمنة ومستقرة، تحاكي رحم الأم، من خلال ضبط درجة الحرارة والرطوبة ومستويات الأكسجين بدقة متناهية. يواجه الأطفال الخدج تحديات كبيرة، مثل عدم اكتمال نمو الرئتين وضعف جهاز المناعة، مما يجعل الرعاية الدقيقة ضرورية لتقليل مخاطر الوفاة أو المضاعفات الصحية طويلة الأمد.
إحدى الميزات الفريدة للحاضنات الذكية هي قدرتها على مراقبة العلامات الحيوية للرضيع في الوقت الحقيقي، ما يسمح للأطباء بالتدخل السريع عند حدوث أي تغييرات غير طبيعية. كما يمكن لهذه الحاضنات أن تتصل بأنظمة الذكاء الاصطناعي التي تحلل البيانات الطبية وتتنبأ بالمخاطر المحتملة، مما يعزز سرعة الاستجابة الطبية.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن استخدام الحاضنات الذكية يقلل من معدلات العدوى داخل وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة، حيث تتيح أنظمة الترشيح المتقدمة والحواجز العازلة حماية الأطفال من الملوثات الخارجية. علاوة على ذلك، فإن توفير بيئة حرارية مستقرة يحد من فقدان الوزن غير الطبيعي، وهو أمر شائع بين الأطفال الخدج، مما يسهم في تحسين نموهم وتطورهم العصبي.
يعد إدخال الذكاء الاصطناعي والتحكم عن بعد في هذه الحاضنات خطوة إضافية نحو تحسين الرعاية الصحية، حيث يمكن للأطباء والممرضين مراقبة حالة الطفل من أي مكان، ما يوفر استجابة سريعة للحالات الحرجة. كما أن التكامل مع السجلات الطبية الإلكترونية يسهل متابعة تقدم حالة الطفل وتعديل بروتوكولات العلاج بناءً على البيانات الفورية.
على الرغم من التكلفة الأولية العالية لهذه الأجهزة، فإن فوائدها على المدى الطويل تفوق بكثير التكاليف، حيث تقلل من فترات بقاء الأطفال في المستشفيات وتحد من الحاجة إلى العلاجات المكثفة في المستقبل. يعد تطوير هذه التقنية استثمارًا مهمًا في تحسين رعاية الأطفال حديثي الولادة، ويؤكد على دور التكنولوجيا في تعزيز جودة الخدمات الصحية وإنقاذ حياة الملايين من الأطفال حول العالم.

جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق.